التجارة الرابحةالتي لا خسران فيها والتي لا تبور في الدنيا والآخرة

تاريخ التسجيل : 01/09/2011

التجارة الرابحةالتي لا خسر

إن الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) سورة فاطر

ثلاثة شروط لتحقيق تجارة لن تبور، وهذا بضمان من الله الرزاق ذو القوة المتين تلاوة كتاب الله . إقامة الصلاة. الإنفاق مما رزقهم الله سرا وعلانية .

يا معشر التجار .. إن طبقت ماسبق من شروط حولت تجارتك البسيطة إلى تجارة ناجحة لا تبور أبدا .. { لا تبور أي لا تخرب }. وبارك الله لك فيها وفي صحتك وعافيتك وأولادك ، ثم هي لك في عقبك بعد مماتك إن أنت أسستها على تلك الأسس التى وضعها الله سبحانه وتعالى وهي تلاوة القرآن والعمل بما فيه، ثم إقامة الصلاة كما يجب { أي صليت كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي} ثم الإنفاق في سبيل الله وهذه لها أبواب واسعة ومجالات شتى، فكل درهم تنفقه على أولادك، أو على تجارتك، أو كل ما تنفقه قاصدا به وجه الله سبحانه وتعالى.. كل ابواب الإنفاق قد جعلها الله تجارة رابحة لا تبور أبدا.. فأنت بتلاوتك لكتاب الله تتاجر مع الله بوقتك وعقلك وقلبك، وبإقامتك الصلاة تؤكد إيمانك بالله وتزيد من تجارتك مع ربك وخالقك،. هذا والله أعلى وأعلم.

وما يلي هو جزء من محاضرة لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي، رأيت أن أكتبها لحضراتكم لعل وعسى تكون دكرى لمن أراد أن يذكر . فإن الذكرى تنفع المؤمنين.:

الآن الشيء العجيب أن الزواج يحتاج إلى إنفاق كبير، يحتاج إلى بيت، يحتاج إلى تأسيس البيت، شيء لا يعلمه إلا من دخل في هذا المشروع، يقول عليه الصلاة والسلام:

(( ثلاثة حقّ على الله عَوْنُهم: المجاهدُ في سبيل الله، والمُكَاتِبُ الذي يريد الأداءَ، والناكحُ الذي يريد العَفَافَ ))

[أخرجه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة ]

1. المجاهد في سبيل الله. 2- المكاتب الذي يريد الأداء 3- الشاب الذي يريد الزواج { الذي يريد العفاف } .

والله يوجد بالجامع الصغير مجموعة أحاديث تبدأ بكلمة حق، حق الآباء على الأبناء، حق المسلم على المسلم، حق الجار على جاره، حق الأب على ولده، حق الزوجة على زوجها، الكتاب عبارة عن سلسلة مرتبة على الأبجدية، لكن هناك حديث إذا قرأته يقشعر جلدك حق المسلم على الله، معكوسة، أن يعينه إذا طلب العفاف، يعني الله عز وجل أنشأ للشاب المسلم حقاً عليه أنه إذا أراد العفاف أن يعينه.
فالنكاح أحد أسباب زيادة الرزق.

أخي التاجر .. إن أنت اصطلحت مع أخوك .. فقد أصطلحت مع الله .. إن أنت أديت حق جارك التاجر ، وجارك هذا له عليك ثلاثة حقوق 1.. حق الإسلام الأخوة في الإسلام، 2.. وحق الجوار، 3.. وحق الزمالة في التجارة. هذا وأذكركم بأن يد الله فوق يد الجماعة، وأن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه..

إن كل تلك الحقوق والمعاملات إن بدأت بها ستكون مدخلك الحقيقي لتكوين أسرة سعيدة تقوم على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد يسأل سائل: وما علاقة الزواج بعلاقاتي مع الناس؟

ويرد القرآن على هذا السؤال:

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) فاطر

وهذا ليس معناه أن تصلح بين المتخاصمين فقط، ولكن أن تصلح أنت ما بينك وبين أخوك أبن أمك، وبين أخوك الذي تصافحه، وبين أخوك الذي هو جارك وزميلك في العمل. ويؤكد هذا المعنى الجليل حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: {{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }}. أي إن علمت شيئا من القرآن وعرفت أن فيه الخير لأخيك ، فاجعله يراك تقوم بتطبيقه حتى يرى أثر ذلك عليك من الخير.. فيتمنى أن يكون مثلك.. أو أدعو الله له بما تحب أن تراه فيه، أو أنصحه.. أو أصحبه معك لدرس دينى. أو أهدي له كتاب من أي نوع يتحدث عن ما ترى فيه الصلاح لك وله.. وهذا الكتاب سيكون لك صدقة جارية وإن لم تؤلفه.. فإن أنت أردت زوجة صالحة.. وكان لك صديق في سن الزواج وساعدته في ذلك بأن قدمته لأسرة طيبة وعندهم بنت طيبة ثم وفقت بينهم ، أول ما سيجني ثمار هذا العمل هو أنت، بان يكون لك الأجر والثواب من الله.. ثم سيجعل الله لك من يساعدك في أمر زواجك. وليكن هدفك وهدف كل من اراد الزواج هو ما دعا به عباد الرحمن في سورة الفرقان :

وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) . إذا يجب أن يكون هدفك الأول هو أن تعف نفسك عن الحرام ، وتكون لك ذرية طيبة عابدة لله .

هذا وادعو الله لي ولكم بالتوفيق والسعادة الأبدية في كنف الرحمن .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

{.... توقيع aleskandarany ....}